سر البلوتوث!

من طرف عط الليل ـر الثلاثاء يوليو 15, 2008 12:06 pm

بلوتوث تعني السنّ الزرقاء، وهو اسم لتكنولوجيا ربط لاسلكية من النوع الذي يطلق عليه شبكات المساحة الشخصية Personal Area Networks ويرمز لها بالرمز PANs. وتستخدم البلوتوث لنقل البيانات بين أنواع كثيرة من الأجهزة خاصة الأجهزة المحمولة، مثل الهواتف النقالة وأجهزة اللابتوب والكاميرات الرقمية وأجهزة ألعاب الفيديو الحديثة وأجهزة المفكرات الشخصية، وأيضا أجهزة الكمبيوتر الشخصية والطابعات. ويتم إرسال واستقبال البيانات بهذه التقنية عن طريق أحد ترددات موجات الراديو قصيرة المدى.

السن الزرقاء

صممت تكنولوجيا البلوتوث في الأساس لتكون منخفضة الاستهلاك للطاقة، وبالتالي فمداها ليس كبيراً، وتُمكِّن تكنولوجيا البلوتوث الأجهزة المحمولة من الاتصال ببعضها عندما تكون داخل المدى المناسب. ولأنها تستخدم موجات الراديو، فليس من الضروري أن تكون الأجهزة على خط واحد في مواجهة بعضها، مثلما يحدث عند استخدام الأشعة تحت الحمراء ***يلة اتصال، وإنما يكفي فقط أن يكون الجهاز داخل المدى دون اعتبار لاتجاهه، بل ويمكن أيضاً أن يكون الجهاز الآخر في غرفة أخرى وبين الجهازين حائط.

سماعة بلوتوث

هناك ثلاث فئات من أجهزة البلوتوث: الفئة الأولى ومداها يصل إلى حوالي مائة متر، والثانية ومداها حوالي عشرة أمتار، والثالثة ومداها متر واحد فقط. في بعض الأحيان يتم تركيب هوائيات متخصصة للأجهزة التي تنتمي إلى الفئة الأولى، بحيث تزيد من مداها إلى كيلو متر كامل!

أما بالنسبة لمعدّل نقل البيانات، فهو يختلف أيضاً من جهاز لآخر وفقاً لنوع إصدار البلوتوث الذي يحتوي عليه: هناك الإصدار 1.2 ويصل معدل نقل البيانات فيه إلى 1 ميجابايت في الثانية، وهناك الإصدار الثاني ويصل معدل نقل البيانات فيه إلى 3 ميجابايت في الثانية، وهناك تكنولوجيا جديدة تُدعَى WiMedia Alliance تمثل مستقبل البلوتوث، ستجعل معدل نقل البيانات يصل إلى ما بين 53 و480 ميجابايت في الثانية!

ومن أين أتى الاسم؟

سُمِّيت التقنية على اسم ملك دانماركي من القرن العاشر الميلادي يُدعَى "هارالد بلوتوث"! وقد قام هذا الملك بتوحيد القبائل المتصارعة في منطقة الدانمارك والسويد وسكانيا. ولأن مخترعَي التقنية كانا من السويد، ولأن التقنية توحّد بين التكنولوجيات المختلفة التي تنتمي لشركات كمبيوتر ومحمول متباينة، فلهذا سميت بالبلوتوث.

أطنان من التطبيقات

هناك الكثير جدا من التطبيقات التي تستفيد من تقنية البلوتوث لتعظيم الفائدة من الجهاز الذي يحتوي على هذه التقنية، فضلا عن فائدتها في الحَدّ من وجود عشرات الأسلاك التي يعيق الحركة وتشوه المنظر العام. فيما يلي بعض استخدامات التقنية:

• الربط اللاسلكي بين أجهزة الهواتف المحمولة وسماعات البلوتوث، وتوفر هذه السماعات وسيلة آمنة للحديث أثناء قيادة المركبات أو أثناء انشغال اليدين بأي عمل يدوي، كما أنها تحمي الرأس من التعرض المباشر لإشعاعات المحمول عالية التردد، حيث إن موجات الراديو المستخدمة في تقنية البلوتوث تعتبر آمنة إلى حد كبير. وتتمتع هذه السماعات بشعبية كبيرة وتعتبر أهم تطبيقات البلوتوث حاليا.

• الربط اللاسلكي بين أجهزة الكمبيوتر المختلفة لنقل الملفات من جهاز إلى آخر.

• الربط اللاسلكي بين أجهزة الهواتف النقالة دون الحاجة إلى جهاز كمبيوتر وسيط، والربط اللاسلكي أيضا بين هذه الهواتف وأجهزة الكمبيوتر.

ساعة تحتوي على تقنية البلوتوث

• وتستخدم التقنية أيضا في الإعلانات التجارية، حيث يمكن إرسال إعلانات صغيرة الحجم إلى أجهزة المحمول القريبة والتي تحتوي على اتصال بلوتوث مفتوح، وتستخدم هذه الوسيلة الإعلانية في بعض الدول الأجنبية، وغالبا ما توجد أجهزة الإعلانات هذه في دور السينما والمسارح وصالات استقبال الفنادق.

• الربط اللاسلكي بين جهاز الألعاب وعصا اللعب. وهذا الأمر مطبق في جهاز بلاستيشن 3 وجهاز وي Wii.

• الاتصال بالإنترنت من جهاز كمبيوتر باستخدام الهاتف النقال كموديم.

البلوتوث ضد الواي فاي

بالطبع تغطي شبكات الواي فاي مسافات أبعد ومسافات أوسع مما تفعل البلوتوث، بالرغم من أنها تستخدم نفس موجات الراديو التي تستخدمها البلوتوث، لكنها تحتاج أيضا إلى معدات أغلى ثمنا وأكثر استهلاكا للطاقة. قارن مثلا سعر جهاز هاتف محمول يحتوي على تقنية الواي فاي مع باقي أجهزة المحمول التي أصبحت كلها تقريبا تحتوي الآن على تقنية البلوتوث مهما كانت الفئة التي تنتمي إليها، وستجد أن الهواتف التي تحتوي على تقنية الواي فاي أغلى بكثير وتنتمي إلى قمة هرم الهواتف المحمولة. هناك فارق آخر جوهري بين التقنيتين، فالبلوتوث يمكن أن تكون استبدالا لسلك التوصيل بين جهازين، أما الواي فاي هي استبدال لأسلاك الشبكة المحلية LAN فقط.

تقنية قابلة للإضافة

إذا كان لديك جهاز كمبيوتر تريد توصيله بجهاز آخر كهاتف محمول أو جهاز PDA، فيجب أن تقوم بتزويده بمحول بلوتوث (مثل الذي يظهر في الصورة) والذي يتم توصيله عن طريق وصلة الـ"يو إس بي".. بعض الأجهزة الحديثة -خاصة أجهزة اللابتوب- تأتي مع محول بلوتوث داخلي. ويستطيع محول البلوتوث الواحد أن يتصل بعدد كبير من الأجهزة في نفس الوقت، بعكس التقنية القديمة التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، حين لا يمكن لمحول الأشعة تحت الحمراء أن يتصل سوى بجهاز واحد في المرة الواحدة.

تاريخ السن الزرقاء!

طُوِّرَت تكنولوجيا البلوتوث لأول مرّة عام 1994 بواسطة كلّ من "جاب هارتسن" و"سفين ماتيسون" الذان كانا يعملان في شركة إريكسون للموبايلات في السويد، وسرعان ما تم تأسيس هيئة تقوم بتطوير التقنية وتضع مواصفاتها القياسية عام 1998، واليوم تضم هذه الهيئة أكثر من سبعة آلاف شركة تستخدم التقنية في منتجاتها.

في البداية ظهر الإصدار 1 والإصدار 1B، وكان كلا الإصدارين يعاني من مشاكل تقنية، ثم ظهر الإصدار 1.1 الذي تلافى الكثير من هذه العيوب. بعدها ظهر الإصدار 1.2 الذي كان أسرع وأكثر كفاءة، ثم الإصدار 2 في نوفمبر 2004، والذي وصلت سرعة نقل البيانات فيه إلى 3 ميجابايت في الثانية مع استهلاك طاقة أقل.

سماعة بلوتوث

في 1 أغسطس 2007 تم الإعلان عن الإصدار 2.1، ويتميز هذا الإصدار باستهلاك أقل للطاقة، ومزايا أكثر فيما يتعلق بالأمن، ومزايا أخرى تتعلق بالتوصيل الأوتوماتيكي بين الأجهزة وبعضها.

.. ومستقبلها

وتعمل الهيئة حالياً على مواصفات الإصدار التالي والذي يحمل الرقم 3، والذي يعتمد على تقنية الـ WiMedia Alliance، الأمر الذي سيؤدي إلى مضاعفة سرعة النقل إلى حد كبير جداً كما ذكرنا آنفاً، وسيظل في نفس الوقت قليل الاستخدام للطاقة.

والأكثر من ذلك أن الكثير من الشركات الطبية تتجه الآن إلى استخدام تكنولوجيا البلوتوث في منتجاتها، حيث ستظهر قريباً أجهزة تقوم بمراقبة حالة القلب أثناء إجراء التمرينات الرياضية، وكثير من الأجهزة الشبيهة التي تراقب حالة وظائف الجسم.

ويوماً بعد يوم يتزايد عدد المنتجات التي تحتوي على هذه التقنية، فقريباً سيصبح بإمكاننا تشغيل السيارة عن بعد بواسطة البلوتوث، بل وإشعال أضواء المنزل وإغلاق الستائر وتشغيل جهاز الستريو وخفض درجة تكييف الهواء بواسطة قطعة صغيرة في أيدينا تتحكم في كل شيء بواسطة هذه التقنية.

إن منزل البلوتوث في الطريق إلينا، فاستعدوا!